لكل هدف عدّته... أي أسلحة تستخدم إسرائيل في لبنان؟ وهل تغامر بالاجتياح؟
إيفانا الخوري
Tuesday, 01-Oct-2024 06:48

«يقول قهوجي، إنّ الضربات التي تلقّاها «حزب الله» مؤخّراً جعلته يبدو وكأنّه استخفّ بالإسرائيلي كثيراً، على عكس ما حصل في حرب تموز، وهو اليوم يدفع ثمن تحضّر إسرائيل جداً لهذه المواجهة».

فتح نفق «عماد 4» شهية إسرائيل لاستخدام صواريخ أكثر ثقلاً بات صداها يتجاوز جنوب لبنان ويصل حتى إقليم الخروب وبعبدا، وفقاً لمراقبين. وهؤلاء أيضاً، لاحظوا أنّ إسرائيل تحضّرت جيداً لحرب على جبهتَين، وهي تُعِدّ لكل اغتيال عدّته ولكلّ عملية ما يناسبها من صواريخ وقنابل.

 

من القاتل الصامت إلى صواريخ المطرقة

في الفترة الأخيرة، اتفق الإعلام المحلي على تسمية الصواريخ الإسرائيلية القوية بالصواريخ الارتجاجية والزلزالية، إذ يصل صداها وحتى الارتجاج الذي تتسبّب به، إلى مسافات بعيدة من نقطة للاستهداف الأساسية، وهو ما لم يعتد عليه اللبنانيون في الجولات الأولى من الحرب الدائرة.

 

مؤخّراً، بدأت إسرائيل استخدام صواريخ من طراز Mk84 مزوّدة بحزمة توجيه J-DAM وهي صواريخ قادرة على خرق التحصينات تحت الأرض، مزوّدة برأس حربي ضخم وتزن 900 كيلوغرام، وتُعرف أيضاً بـ«صاروخ المطرقة» نظراً للضرر الشديد الذي تُخلّفه.

 

في هذا السياق، يلفت المستشار للشؤون العسكرية والتسلّح رياض قهوجي، إلى أنّ لإسرائيل «ترسانة عسكرية كبيرة جداً من القنابل والصواريخ، وهي تختار لكلّ هدف ما يناسبه من سلاح، وعلى الرغم من صعوبة تحديد ما يُستخدم في كلّ ضربة في لبنان، إلّا أنّ كل الصواريخ الإسرائيلية دقيقة وذكية».

 

وبما يخصّ الصواريخ التي تُستخدم مؤخّراً وتُسبِّب هذه الارتجاجات القاتلة، يوضّح إنّ ارتفاع وزن القنبلة يزيد من قوة الانفجار. لافتاً إلى أنّ بعض الصواريخ المستخدمة تشمل صاعقاً متأخّراً، ما يؤخّر لثوانٍ انفجار الصاروخ عند اصطدامه بالأرض حتى يتمّ اختراق نقطة الاستهداف بصورة أكبر، وحينها ينفجر داخلها فيضمن إحداث ضرر أكبر.

 

ويؤكّد قهوجي، أنّ هذه الصواريخ تُستخدم عادةً لتدمير الأنفاق، مشيراً إلى أنواعٍ أخرى تُستخدم لضرب أهداف فوق الأرض، لكن على مستويات منخفضة كالطوابق الأولى في المباني.

 

أمّا عن أنواع الصواريخ التي تشغل اللبنانيِّين، فيرجّح هو أيضاً أن تكون من عائلات J-DAM مزوّدة بمجموعة من أجهزة التوجيه التي تحوّل القنابل غير الموجّهة إلى قنابل «ذكية» تُدار بواسطة نظام تحديد المواقع العالمي (GPS). وتعزّز هذه التقنية من دقة إصابة الأهداف وتزيد من قدرة القنبلة على اختراق التحصينات العميقة الموجودة تحت الأرض. بالإضافة إلى صواريخ من نوع GBU، بأحجام وأوزان مختلفة.

 

في استهداف الكحالة كان لافتاً الصاروخ المستخدم، فكانت الأضرار محدودة واقتصرت على الشخص الذي يقود السيارة من دون أن يُسمع صوت انفجار لحظة استهدافه.

 

وفي هذا الإطار، قالت معلومات أمنية لـ«الجمهورية» إنّ إسرائيل استخدمت صاروخاً من نوع «إيه جي إم 114 هيل فاير» الذي يحتوي على شفرات وسيوف تُطلَق عند لحظة سقوط الصاروخ، ما يؤدّي إلى إصابة الهدف بجروح خطيرة قد تؤدّي إلى الوفاة أو بتر الأعضاء.

 

وصاروخ «إيه جي إم 114» معروف أيضاً باسم «صاروخ نينجا»، لا يحتوي على متفجّرات، بل يأتي مزوّداً بشفرات حادة تفتح عند الاصطدام بالهدف، ما يتسبّب في إصابات خطيرة للهدف من دون التسبّب في أضرار كبيرة للمحيط. كما يمكن لهذا الصاروخ اختراق السيارات والمباني وقد استخدمته إسرائيل سابقاً في مشافي غزة.

 

الغزو البري: تهديد أم أكثر؟

وفيما أثبتت إسرائيل قدرتها على الوصول إلى ما ومَن تريد في لبنان، مستعرضةً جزءاً من ترسانتها العسكرية المتقدّمة، يزداد الحديث الإسرائيلي عن تهديد باجتياح بري للبنان، على الرغم من أنّ ذلك سيعني ذهابها بإرادتها إلى خسارات كبيرة في صفوف جنودها.

 

وفي حين لا يستبعد قهوجي أن تلجأ إسرائيل فعلاً إلى هذا الخيار، إلّا أنّه لا يعتقد أن يكون ذلك قريباً، ويعتبر أنّه قد يكون حلاً أخيراً في حال فشلت أعمالها العسكرية بإبعاد «حزب الله» إلى ما بعد نهر الليطاني وإعادة مستوطني الشمال إلى المستوطنات. كما يلفت إلى أنّ إسرائيل تعي أنّ هكذا خيار سيرفع عدد المصابين والقتلى في صفوف جيشها، وهذا ما يؤخّر الاجتياح.

 

وتأتي هذه التهديدات على وقع مساعٍ إسرائيلية لتقليص قدرات «حزب الله» النارية عبر ضرب مخازن أسلحته في مناطق عدّة، بالإضافة إلى استهداف قيادييه وكبار مسؤوليه، ما يضرب توازنه ويُصعّب عليه مهمّة توزيع صفوفه.

 

ومن هذا المنطلق، يرى قهوجي أنّ الضربات التي تلقّاها «حزب الله» مؤخّراً جعلته يبدو وكأنّه استخفّ بالإسرائيلي كثيراً، على عكس ما حصل في حرب تموز. وهو اليوم يدفع ثمن تحضّر إسرائيل جداً لهذه المواجهة. إذ أثبتت إسرائيل أنّها تخترق الحزب وتعرف أماكن مخازن أسلحته وأسماء قيادييه وتوقيت اجتماعاتهم، بالإضافة إلى ضربتَي الأجهزة اللاسلكية و«البيجر» التي أثرت على الاتصال بين عناصره.

 

ما يعني وفقاً لقهوجي، أنّ «حزب الله» مكشوف عسكرياً ويجد نفسه يردّ بضربات غير منتجة مقارنة مع ما يتعرّض له في لبنان، وبذلك تسقط معادلة الردع، لاسيما وأنّ صواريخه تُعترض بغالبيتها قبل أن تصل، وفي الكثير من الأحيان يعلن عن استهداف قواعد عسكرية، فيما تكون القبة الحديدية قد أسقطت الصواريخ أو أنّها تصل إلى مناطق مفتوحة.

 

إيران تترك «حزب الله»

إلى ذلك، تُعبِّر بيئة «حزب الله» عن امتعاضها من تصريحات الرئيس الإيراني مسعود بزشكيان، التي تُظهر أنّ إيران تركت دُرّة تاجها والفصيل المدلّل لديها وحيداً. ويرى قهوجي أنّ إيران تخلّت عن «حزب الله». ويلفت إلى أنّ هذا الأمر كان متوقعاً لأنّها لن تعرّض أراضيها ومصالحها إلى الخطر والحرب دفاعاً عنه، على الرغم من أنّها استخدمته لسنوات.

الأكثر قراءة